الاحتلال يعزل مليوني فلسطيني في 17% من مساحة غزة

الاحتلال يعزل مليوني فلسطيني في 17% من مساحة غزة

دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو مليوني فلسطيني للعيش على 17.6% فقط من مساحة قطاع غزة، حسب خريطة بيانات أعدتها وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة.

تحوّل نحو 82.4% من مساحة قطاع غزة الى مناطق خطرة، في حين يأوي حوالي 17.6% المتبقية ما يقرب من مليوني نازح فلسطيني، حسب خريطة بيانات أعدتها وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة.

وتشير تطورات الخريطة الأخيرة إلى أن الإنذارات شملت منطقة محور "كيسوفيم"، الذي يفصل دير البلح عن خان يونس، وأصبحت المنطقة بين المدينتين تشكّل خطرا على النازحين، في حين لا يزال شارع الرشيد الساحلي هو الطريق الوحيد الواصل بين المحافظتين الوسطى والجنوبية، ولم يُصنَّف ضمن المناطق الخطرة حتى الآن.

وتتزامن عملية تضييق المناطق الآمنة وحصر مئات الآلاف من السكان في مساحات محدودة، مع تفاقم كارثة المجاعة، نتيجة عدم توفر المساعدات بالكميات الكافية، إضافة إلى طريقة التوزيع غير المناسبة التي لا تضمن وصولها إلى جميع النازحين شمال وادي غزة وجنوبه.

وحسب تحليل بيانات أجرته "الجزيرة"، بلغت أوامر الإخلاء الإسرائيلية ذروتها منذ أبريل/نيسان الماضي، مع إخلاء مدينة رفح بشكل كامل، وإعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية حملت اسم "عربات جدعون"، والتي تسببت في نزوح مئات الآلاف من سكان بيت حانون، بيت لاهيا، الشيخ زايد، تل الزعتر، جباليا، وحيّي التفاح والشجاعية شرق غزة، ولاحقا امتدت أوامر الإخلاء لتشمل مناطق واسعة من دير البلح ومعظم مدينة خان يونس، باستثناء بعض أجزاء منطقة المواصي.

وقد حللت وكالة "سند" صور أقمار صناعية، إلى جانب جمع إنذارات الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة من 18 مارس حتى 20 يوليو 2025، وتم إسقاطها على خريطة واحدة بناءً على أرقام البلوكات الواردة في تلك الإنذارات، وهي تقسيمات اعتمدها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عملياته في غزة في 7 أكتوبر 2023.

 

إخلاء 300 كيلو متر مربع

وأظهرت نتائج التحليل أن المساحة التي شملتها إنذارات الإخلاء بلغت نحو 300.6 كيلو متر مربع، ما يمثل 82.4% من مساحة قطاع غزة البالغة 364.8 كيلو مترا، مقابل رقعة ضيقة ومتفرقة لا تتجاوز نسبتها 17.6%، بمساحة تقدر بـ64.2 كيلو مترا، تُعد الملاذ الأخير للنازحين.

وأصدر الجيش الإسرائيلي خلال 48 ساعة ماضية، إنذارات إخلاء شملت 9 بلوكات في منطقة دير البلح، وهي بلوكات (130، 132، 133، 134، 136، 137، 138، 139، 2351).

وحسب صور أقمار صناعية ملتقطة يوم أمس الأحد 20 يوليو/تموز الجاري، يتضح أنها مناطق مكتظة بخيام النازحين، وتبلغ مساحتها مجتمعة نحو 5.6 كيلو مترات مربعة.

ورغم أوامر الجيش الإسرائيلي للنازحين في دير البلح بالانتقال جنوبا إلى منطقة المواصي، فإن المناطق التي تُعد آمنة في خان يونس أصبحت محدودة للغاية، ومكتظة بالنازحين الذين توافدوا خلال الأشهر الماضية بفعل العمليات الإسرائيلية.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تعليقا على أوامر الإخلاء الأخيرة في دير البلح، إن السلطات الإسرائيلية أصدرت المزيد من أوامر النزوح القسري لعائلات كانت قد أُجبرت سابقا على النزوح مرارا وتكرارا، وتساءلت في منشور عبر منصة "إكس" "إلى أين سيذهبون هذه المرة؟".

وأضافت الأونروا "القصف مستمر ولا مكان آمن في غزة. الناس يجوعون ولا يجدون طعاما. يجب السماح بدخول المساعدات على نطاق واسع وتوزيعها بأمان. يجب السماح للأونروا بالقيام بعملها. ووقف إطلاق النار الآن".

حشود الباحثين عن الطعام

كما تبيّن صور أخرى حصلت عليها وكالة "سند" المشهد المأساوي لحشود النازحين الباحثين عن الطعام عند نقاط المساعدات الأميركية في جنوب قطاع غزة.

وتوضح صور الأقمار الصناعية، المُلتقطة بتاريخ 13 يوليو الجاري، أكثر من حشدٍ للنازحين الذين توافدوا من خيامهم في منطقة المواصي بخان يونس ودير البلح، باتجاه نقطة المساعدات الأميركية الواقعة فيما يُعرف بمنطقة "الشاكوش" برفح والقريبة من خان يونس.

ويكشف تحليل الصور سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة بشكل كامل، في وقتٍ يحاول فيه النازحون انتظار فتح البوابة للحصول على المساعدات، بين الكثبان الرملية في 3 نقاط على الأقل، ويتجمع الآلاف منهم في منطقة تُعرف محليا بـ"الجورة"، وهي حفرة رملية يستغلها النازحون لمحاولة الاحتماء من رصاص الجيش الإسرائيلي والبقاء فيها لساعات طويلة.

ويفصل بين حشود الناس ونقطة المساعدات عدد من الآليات الإسرائيلية التي تحاصر المكان ناريا وتسيطر عليه بشكل كامل، وتُحيط بنقطة المساعدات نقطة عسكرية أخرى ومبانٍ يتحصّن بها الجيش، بما في ذلك القناصة، وفق شهود عيان.

وتشير المعطيات التحليلية للصور إلى أن النازحين يقطعون مسافة لا تقل عن 1.5 كيلومتر سيرا على الأقدام من آخر نقطة يُمنع عندها مرور المركبات وحتى نقطة المساعدات، ما يعني أنهم يقطعون نحو 3 كيلومترات ذهابا وإيابا، ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، إذ يتوافد الناس إلى المنطقة قبل مدة تصل إلى 12-24 ساعة تحت حرارة الشمس، في محاولة للحصول فرصة الاستفادة من المساعدات نتيجة الأعداد الكبيرة التي تنتظرها.

وأشار الصحفي مهند قشطة، وهو نازح من رفح، وقد عمل على توثيق ما يجري في منطقة المساعدات الأميركية أكثر من مرة، إلى حجم الفوضى الناتجة عن سوء التنظيم لآلاف الناس، وغياب المواعيد الدقيقة والمعلنة لفتح نقاط المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية.

وأوضح أن المنطقة المعروفة بـ"الجورة" أصبحت نقطة موت بالنسبة للنازحين، إذ يتعرضون لإطلاق نار كثيف من قِبل آليات الجيش الإسرائيلي المتمركزة قبالة أماكن تواجدهم، رغم محاولاتهم الاحتماء من النيران.

وقد اطّلع قشطة على صور الأقمار الصناعية الخاصة بهذا التقرير، وأشار إلى أن أعداد الناس الموجودين في محيط نقطة المساعدات تفوق بأضعاف ما يظهر في الصور.

وقال إن رحلة النازحين تبدأ بالبقاء أو النوم في مكان قريب من نقطة المساعدات، ثم الانتقال إلى نقطة توقُّف المركبات، والتسلل بعدها إلى منطقة "الجورة" لانتظار فتح البوابة الخاصة بنقطة المساعدات. وتكون ساعات الانتظار طويلة، ثم يُسمح لهم بعد ذلك بالوصول إلى النقطة، إلا أن معظمهم لا يحصل على المواد الغذائية بسبب عدم كفاية الكميات المتوفرة للآلاف من الناس.

وفي 14 يوليو الجاري، نشر ناشطون فلسطينيون مقطع فيديو، أظهر إطلاق الآليات الإسرائيلية لزخات كثيفة من الرصاص باتجاه طالبي المساعدات الذين كانوا يتجمعون في منطقة "الجورة"، استعدادا للوصول إلى نقطة توزيع المساعدات في رفح، وقد تحققت "سند" من الفيديو وتبين أنه حديث ويعود تاريخه إلى 12 يوليو الجاري بالمنطقة نفسها التي التقطت فيها صور الأقمار الصناعية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي قبل يومين أن 877 مدنيا فقدوا حياتهم فيما سمّاه بـ"مصائد الموت-مراكز المساعدات الأميركية الإسرائيلية"، وأُصيب أكثر من 5 آلاف و666 مواطنا، فيما لا يزال 42 آخرون في عداد المفقودين.

قائد الأمن الداخلي بالسويداء للجزيرة: بدأنا التطبيق الميداني للاتفاق والأجندة الخارجية فجرت الوضع

قائد الأمن الداخلي بالسويداء للجزيرة: بدأنا التطبيق الميداني للاتفاق والأجندة الخارجية فجرت الوضع

قال قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي -في مقابلة مع قناة الجزيرة- إنهم شرعوا منذ أمس في التطبيق الميداني لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا، الذي جرى بوساطة دولية.     

قال قائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي -في مقابلة مع قناة الجزيرة- إنهم شرعوا منذ أمس في التطبيق الميداني لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا، الذي جرى بوساطة دولية.

وأكد أنه تم نشر طوق أمني في محيط المحافظة لمنع الاشتباكات بين مقاتلي العشائر ومن وصفها بالعصابات والمليشيات المتمردة في السويداء، لافتا إلى أن الأزمة ضخمة جدا وكان لا بد من تفكيكها والمضي فيها بمسارات مرحلية.

وكشف أنه "لم يحصل اتفاق نهائي متبلور بصورة كاملة بعد التدخل الخارجي السافر من الاحتلال الإسرائيلي"، وإنما الذي حدث هو احتواء لحالة الأزمة وإيقاف شلال الدم في المحافظة، وسيجري بعدها نقاش حول واقع المحافظة، وسيدخل أهلها من وجهاء ومشايخ ونخب ومثقفين في حوار مباشر مع مؤسسات الدولة -حسب الدالاتي- للوصول إلى صيغة عملية لإعادة الأمن وممارسة مؤسسات الدولة دورها الكامل في السويداء.

ومن جهة أخرى، قال إن أهم التحديات التي واجهتهم تمثلت في وجود عوائل وأبناء العشائر وأبناء البدو كانوا محتجزين في المدينة، وهي القضية التي قال إنها تسببت في حالة غليان وقدوم الآلاف من مقاتلي العشائر من كل أنحاء سوريا لإنقاذ أهلهم في المدينة.

وأضاف الدالاتي أنهم توصلوا مع أطراف داخل السويداء إلى صيغة لإخراج هؤلاء العوائل بشكل آمن وسلسل، وقال إن هذا الإجراء تم صباح اليوم، وبذلك نفذوا أول خطوة في نزع فتيل الأزمة ووضعها على مسار الوصول إلى إعادة الأمن في المحافظة.

ووصف تداعيات الأحداث التي جرت في السويداء بأنها كبيرة، مؤكدا أن "الأولوية الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار وتأمين الاحتياجات الأساسية للناس في السويداء وللذين خرجوا منها بشكل مؤقت لحين إعادتهم إلى بيوتهم بعزتهم وكرامتهم".

أسباب الأزمة

وفي شرحه لأسباب الأزمة، أوضح قائد الأمن الداخلي في السويداء أن البداية كانت بسبب الاقتتال الذي حصل بين من وصفها بالعصابات المتمردة داخل السويداء وبين مسلحين من العشائر ومن البدو، وتطورت الأمور خلال 24 ساعة ووقع ضحيته نحو 40 قتيلا و100 جريح.

وقال إن الدولة تواصلت مع الفعاليات في المدينة وحاولت الدخول من أجل فض النزاع من خلال مؤسسات وزراتي الداخلية والدفاع، ونسقت مع شيوخ العقل ومع الفصائل، وأغلبهم كان موافق على دخول مؤسسات الدولة لفض النزاع.

وأضاف أنه بعد التنسيق مع تلك الجهات ونزول بيانات رسمية من وزارتي الدفاع والداخلية بقرار الدخول إلى السويداء، تعرضت القوات الحكومية لكمائن من طرف وصفها بالعصابات، مما أسفر عن سقوط قتلى من قوات وزارتي الدفاع والداخلية، واضطرت القوات الحكومية إلى مواجهة هذه العصابات، وفق قوله.

وبعد 3 ساعات من تأمين المدينة وبدء انتشار وحدات الأمن الداخلي والعسكري وبسط السيطرة على المنطقة لمنع التجاوزات، بدأ استهداف واسع النطاق للوحدات الأمنية السورية من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي، مما أدخل المدينة في حالة من الفوضى وعاد الاقتتال الداخلي مجددا.

وأوضح قائد الأمن الداخلي في السويداء أن القيادة الأمنية والسياسية بذلت قبل ذلك جهودا كبيرة وسعت لإيجاد صيغ لسيطرة الدولة، لكنها قوبلت بالرفض والتعنت من طرف جهة وصفها بالمتعنتة قال إنها مرتبطة بأجندة خارجية مباشرة تهدف إلى إضعاف وتقسيم سوريا، مؤكدا رفض الدولة السورية بشكل قاطع لأي خيار أو طرح يتعلق بالانفصال أو الفدرالية.

وشدد على أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا الموحدة تاريخيا وجغرافيا وثقافيا، وأهلها بمختلف طوائفهم جزء أصيل من المجتمع السوري، مشيرا إلى أن دخول الأجندة الخارجية هو الذي فجر الوضع، لكن الدولة السورية ستقوم بواجباتها إزاء أهل المحافظة.

راشفورد ثاني إنجليزي يلعب لبرشلونة خلال قرن

راشفورد ثاني إنجليزي يلعب لبرشلونة خلال قرن

بمجرد الانتهاء من صفقة انتقال ماركوس راشفورد إلى برشلونة قادما من مانشستر يونايتد سيدخل اللاعب الإنجليزي تاريخ النادي الكتالوني من أوسع الأبواب.

بمجرد الانتهاء من صفقة انتقال ماركوس راشفورد إلى برشلونة قادما من مانشستر يونايتد سيدخل اللاعب الإنجليزي تاريخ النادي الكتالوني من أوسع الأبواب.

ووصل راشفورد (27 عاما) إلى مدينة برشلونة لإجراء الفحوصات الطبية، ومن المقرر أن يعلن النادي عن ضمه رسميا خلال الساعات القليلة المقبلة.

وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن راشفورد سيكون ثاني لاعب إنجليزي يلعب لبرشلونة منذ عام 1924 بعد مواطنه غاري لينيكر الذي مثّل البلوغرانا بين عامي 1986 و1989.

وانضم لينيكر إلى برشلونة بعد انتهاء مونديال المكسيك 1986 قادما من إيفرتون بتوصية من المدرب الإنجليزي تيري فينابلز.

وخلال 3 مواسم دافع لينيكر عن قميص البلوغرانا في 138 مباراة رسمية سجل خلالها 51 هدفا وقدّم 3 تمريرات حاسمة، وفق بيانات موقع ترانسفير ماركت الشهير.

وخلال تلك الفترة توّج لينيكر مع برشلونة بلقبين هما كأس ملك إسبانيا 1987-1988 وكأس الكؤوس الأوروبية 1988-1989.

في الأثناء، أشارت "موندو ديبورتيفو" إلى أن الدولة التي اخترعت كرة القدم (إنجلترا) لم يكن لها حضور تاريخي مع برشلونة الذي يعد أحد أعظم الأندية في العالم.

ويعود ذلك إلى عوامل عدة، منها القيود التي فرضت في أوقات معينة على التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب، بالإضافة إلى الانجذاب الثقافي للنادي لمدارس كروية أخرى، مثل المجر وهولندا والبرازيل.

وسلطت الصحيفة الضوء على عدد كبير من اللاعبين الإنجليز الذي لعبوا لبرشلونة خلال السنوات التي تلت تأسيسه عام 1899 وحتى العقد الثاني من القرن الـ20.

وأوضحت أنه في تلك الحقبة كانت معظم المباريات تقام وديا وفقا "لمقتضيات تنظيمية"، ومع ذلك اعتُبر أولئك اللاعبون جزءا من ذاكرة برشلونة.

وتاليا اللاعبين الإنجليز الذين ارتدوا قميص برشلونة طوال تاريخه:

يذكر أن راشفورد سيلعب مع برشلونة في الموسم المقبل 2025-2026 على سبيل الإعارة مع وجود بند في العقد يتضمن خيار الشراء.

جوعا وخوفا.. إسرائيل تقتل نصف المسنين في المركز المخصص لرعايتهم بغزة

جوعا وخوفا.. إسرائيل تقتل نصف المسنين في المركز المخصص لرعايتهم بغزة

يضطر الطاقم الطبي المشرف على المسنين لتقنين كمية الوجبات، وخصصوا لكل مسن رغيفي خبز فقط طوال اليوم بعدما كان يتناول 4 أرغفة خلال فترة ما قبل التجويع.

غزة- تترك سياسة التجويع التي بلغت ذروتها في قطاع غزة، آثارها على المسنين المرضى الذين التصقت جلودهم بعظامهم من شدة سوء التغذية؛ وقد اجتمعت عليهم مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها.

ولم يجد الحكيم معتز مناصرة، المشرف على المسنين المقيمين داخل "مركز الوفاء" المخصص لرعايتهم بغزة، خيارا سوى تقنين ما تبقى من وجبات طعام لعلها تكفي هذه الفئة الهشة لعدة أيام أخرى.

ويخشى المشرفون على متابعة الحالة الصحية للمسنين من فقدان حياة المزيد منهم بعدما فقدوا أكثر من نصفهم خلال أشهر الحرب الطويلة على غزة جراء الجوع والقصف والخوف.

تقنين الطعام

تبدو الحسرة والحيرة على الحكيم مناصرة الذي يراقب تراجع الحالة الصحية للمسنين دون أن يتمكن من تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشونه.

ويقول للجزيرة نت، أثناء انشغاله في متابعة المسنين المرضى: "منذ مطلع مارس/آذار الماضي ونحن نفقد المزيد من أصناف الطعام المقدمة للمسنين، ورغم أنهم يحتاجون إلى رعاية خاصة، إلا أن طعامهم يقتصر الآن على المواد التي تحتوي على الكربوهيدرات فقط من أرز وعدس وشوربات، حتى وصل الأمر ببعض المسنين برفض تناولها بسبب تكرارها".

ومع ذلك اضطر الطاقم الطبي المشرف على المسنين لتقنين كمية الوجبات، وخصصوا لكل مسن رغيفي خبز فقط طوال اليوم بعدما كان يتناول 4 أرغفة خلال فترة ما قبل التجويع، بحسب الحكيم مناصرة.

 

كما لجأ القائمون على رعاية المسنين إلى اختصار كمية الوجبات والاكتفاء بتقديم شوربة العدس في وجبة الغذاء نظرا لعدم توفر الدقيق، في محاولة منهم لتجنب الوصول إلى مرحلة ينفد فيها الطعام المتاح لديهم بشكل كامل.

وأوضح الحكيم مناصرة أن إغلاق المعابر لم يتوقف على معاناة المسنين من التجويع، وإنما طال مستلزمات النظافة الشخصية الخاصة بهم، حيث يصعب على إدارة المركز توفير الصابون والمحارم وشفرات الحلاقة والحفاضات الصحية الخاصة بالمسنين.

وانعكس شح المستلزمات الصحية التي تمنع قوات الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة على نظافة المسنين المرضى، حيث اضطر طاقم الخدمات إلى خفض عدد مرات تغيير الحفاضات الصحية لهم إلى النصف، رغم ما يترتب عليه من آثار صحية.

وحذر مناصرة من استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمستلزمات الخاصة بالمسنين، لأن ذلك سيزيد من تدهور الحالة الصحية للمسنين المتردية أساسا.

الخطر يهدد حياتهم

ويقضي طاقم التمريض أوقاتا طويلة لإقناع المسنين بتناول الطعام المكرر، والذي يرفضه معظمهم ويطالبون بتنوعه كما كان في السابق.

ويقول غسان حرارة مشرف خدمات المسنين للجزيرة نت، إن أعمار المسنين المقيمين داخل "مركز الوفاء" وأوضاعهم الصحية تجعل من الصعب عليهم إدراك ما يدور حولهم من ظروف التجويع، وغالبا ما يرفضون تناول الطعام، ويلحّون علينا في كل الأوقات بتوفير خضراوات ولحوم وفواكه ومشتقات الألبان التي اعتادوا عليها سابقا، مما يزيد من الأعباء الملقاة على عواتقنا.

واشتكت المسنة مسرّات التي تمكث في مركز الوفاء منذ سنوات من إمساك شديد نظرا لعدم تناولها الفواكه والخضراوات، واقتصار طعامها على البقوليات، وهو ما كررته المسنة منور في حديثهما للجزيرة نت، وقالت " بدنا خبز، زهقنا كل يوم نفس الأكل".

ويشرح أخصائي التغذية العلاجية في مركز الوفاء محمد الشكري، أن هناك هرما غذائيا قاعدته تتكون من الكربوهيدرات التي تشمل النشويات والسكريات، ومن ثم البروتينات ويستكمل بالدهون وكلها مهمة لصحة الإنسان.

 

وقال الشكري في حديث للجزيرة نت "الآن لا يتوفر داخل المركز إلا النشويات فقط، ونفتقر لباقي مكونات الهرم الغذائي، وهذا ينعكس بشكل خطير جدا على صحة المسنين الذين يعانون من أمراض متعددة، ويؤدي إلى ضعف في العضلات، وبالتالي عدم مقدرتهم على الحركة شيئا فشيئا".

وأوضح أنه في أوقات سابقة كانوا يعوضون نقص الغذاء بالمكملات الغذائية لكنها لم تعد موجودة، وكذلك نفد الطعام لدى الهيئات الخيرية التي كانت توفر وجبات للمسنين.

وحذّر أخصائي التغذية العلاجية من الوصول لمرحلة انعدام الأمن الغذائي بشكل كامل حال استمرت المجاعة، وحينها سيصل المسنون إلى المرحلة الخامسة من سوء التغذية، التي يمكن أن تؤدي لوفاتهم.

فقدوا حياتهم

ويعد مركز الوفاء لرعاية المسنين الوحيد في قطاع غزة الذي يقدم الرعاية الشاملة والمبيت للمسنين الذين لا يوجد لديهم أبناء ذكور أو أقارب من الدرجة الأولى، وذلك منذ العام 1981.

وفي هذا السياق يقول مدير المركز الدكتور فؤاد نجم "مع انطلاق الحرب على غزة كان المركز يقدم الرعاية لثلاثة وأربعين مسنا، لكننا فقدنا ثلاثة وعشرين منهم خلال الفترات الماضية بسبب المجاعة والخوف والقصف".

وبحسب نجم فإن المقر الرئيس للمركز الذي كان يقع في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة تعرض للقصف المباشر في الشهر الأول للحرب، مما اضطرهم لنقل المسنين بصعوبة إلى مقر مؤقت داخل مستشفى يافا بمدينة دير البلح، قبل أن يعودوا بهم إلى مقر آخر في مدينة غزة.

وأكد نجم في حديثه للجزيرة نت أن المسنين الذين يرعاهم "مركز الوفاء" يعيشون في ظروف استثنائية لفقدانهم الأهل والمعيل، وتعرضوا لنوبات من الخوف والهلع والبكاء بسبب شدة القصف، وعدد منهم أصيب بشكل مباشر.

وأشار إلى أن الظروف القاهرة التي اجتمعت على المسنين تسببت بفقدان أكثر من نصفهم، محذرا من موت المزيد منهم إن بقيت الأوضاع المعيشية على حالها في قطاع غزة.

ومن الجدير ذكره أن 620 فلسطينيا تُوفوا نتيجة نقص الغذاء والدواء في القطاع، وفقا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة.

منظمات حقوقية: إساءات بالغة ومعاملة مهينة لمهاجرين في مراكز احتجاز أميركية

منظمات حقوقية: إساءات بالغة ومعاملة مهينة لمهاجرين في مراكز احتجاز أميركية

اتهم تقرير حقوقي مشترك لـ3 منظمات حقوقية السلطات الأميركية بإخضاع مهاجرين محتجزين في 3 مراكز احتجاز بولاية فلوريدا لظروف مسيئة ومهينة، بعضها يهدد الحياة.

اتهم تقرير حقوقي مشترك لـ3 منظمات حقوقية السلطات الأميركية بإخضاع مهاجرين محتجزين في 3 مراكز احتجاز بولاية فلوريدا لظروف مسيئة ومهينة، بعضها يهدد الحياة.

وأوضح التقرير أن مراكز الاحتجاز في "كروم نورث"، و"براورد ترانزيشنال سنتر"، و"المركز الفدرالي للاحتجاز في ميامي"، تشهد اكتظاظا شديدا، وظروفا غير صحية، وإهمالا للرعاية الطبية والنفسية، إضافة إلى ممارسات مهينة مثل تقييد المحتجزين وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.

ووثق تقرير هيومن رايتس ووتش وأميركيون من أجل العدالة للمهاجرين ومنظمة "سانكتشوري أوف ذا ساوث" (ملاذ الجنوب) شهادات 17 مهاجرا تعرضوا لمعاملة قاسية منذ يناير/كانون الثاني 2025، بينهم من أُصيبوا بأمراض مزمنة مثل السكري والربو، ومن توفي نتيجة الإهمال الطبي.

وأشار التقرير إلى أن النساء احتُجزن في مرافق مخصصة للرجال من دون أي اعتبار لاحتياجاتهن، وسط انتهاك للخصوصية وغياب الرعاية الطبية المناسبة. وروى بعض المحتجزين تعرضهم للتكبيل والضرب عند احتجاجهم أو مطالبتهم بالمساعدة الطبية، كما أجبر آخرون على تناول الطعام وهم مكبلو الأيدي خلف ظهورهم في أوضاع وصفت بالمهينة.

وقالت بلقيس والي، مديرة الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، إن "المحتجزين يُعاملون على أنهم أقل من البشر، وهذا نتيجة نظام احتجاز معيب يزخر بالانتهاكات الجسيمة".

ورأت المنظمات أن سياسات الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب أدت إلى تصاعد حملات الاعتقال وزيادة اكتظاظ مراكز الاحتجاز، إذ تجاوزت بعض المرافق طاقتها الاستيعابية 3 أضعاف.

من جانبها، أكدت كايتي بلانكنشيب، محامية الهجرة للمؤسسة المشاركة في كتابة التقرير وهي "ملاذ الجنوب"، أن السياسات المتشددة تفرق الأسر وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتشير إلى أن عمليات الاعتقال الجماعية والاحتجاز التعسفي تهدد حياة المهاجرين وتضرب القيم الإنسانية.

ورصد التقرير حالات وفاة قد تكون مرتبطة بسوء الرعاية، إلى جانب منع البعض من الاستحمام أو الحصول على مستلزمات النظافة الشخصية، وإجبار نساء على استخدام مراحيض مكشوفة أمام محتجزين رجال.

وطالبت المنظمات الإدارة الأميركية بوقف الاحتجاز الجماعي للمهاجرين واعتماد بدائل مجتمعية تحترم الكرامة الإنسانية، إلى جانب إلزام سلطات الهجرة بتحسين شروط الاحتجاز وضمان إشراف مستقل على مراكز الاحتجاز وتقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.