في اليوم الـ705 من حرب الإبادة على غزة، وصف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الهجومَ الإسرائيلي، الذي استهدف وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة الدوحة، بأنه "غادر".
في اليوم الـ705 من حرب الإبادة على غزة، وصف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الهجومَ الإسرائيلي -الذي استهدف وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة الدوحة- بالغادر وأنه يمثل إرهاب دولة ورسالة إلى المنطقة كلها بأن هناك لاعبا مارقا يعربد في المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها، مؤكدا أن قطر لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها وأنها تحتفظ بحق الرد، داعيا المنطقة كلها للرد على تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي الهمجية.
تبحر سفن أسطول الصمود، اليوم الأربعاء، من تونس إلى غزة لكسر الحصار على القطاع الفلسطيني، حيث جرت وفق المشاركين والمنظمين كافة الاستعدات، وجمعت التبرعات العينية والنقدية ومساعدات من طعام ودواء.
تونس- من المنتظر أن يُبحر خلال ساعات أسطول الصمود العالمي نحو غزة لكسر الحصار المطبق على القطاع الفلسطيني، محمّلا بمساعدات غذائية وطبية وبعض المُكمِّلات الغذائية الضرورية للفلسطينيين المجوّعين في القطاع المنكوب.
وكان أسطول السفن الإيطالي قد خرج -بحسب وسائل إعلام- من ميناء جنوة محمّلا بمساعدات إنسانية قاربت 300 طن، في حين توجَّه نحو تونس الأسطول الإسباني محملا بمواد غذائية وأدوية ومياه للشرب وأطراف صناعية، وفق الإعلام الأجنبي.
ولم يشأ المشرفون على تنظيم الأسطول العالمي والمغاربي الموجود بتونس التدقيق في تفاصيل المساعدات الإنسانية الموجّهة للقطاع الفلسطيني.
وأعلن سيف أبو كشك الناطق الرسمي باسم أسطول الصمود، في تصريح للجزيرة نت، إتمام كافة الترتيبات من تجهيز للسفن وتأمين الحالة التقنية للقوارب، وإنهاء تدريبات المشاركين. وقال إنهم مستعدون للانطلاق وليس لديهم أي تغيير في برنامج الرحلة والخطط المعدة لها.
وشدد على عدم تغيير موعد الانطلاق المقرر اليوم الأربعاء، رغم ما حدث من تطورات بعد واقعة "سفينة العائلة" التي تعرَّضت لهجوم بمُسيَّرة أدَّى لاشتعال النيران في أجزاء منها، لكن أحدا من أفرادها لم يصب بأذى.
وحول حجم المساعدات، قال أبو كشك إنه ورغم أهميتها لا تغطي احتياجات أهالي قطاع غزة، واعتبر أن الهدف الأساسي للتحرك يكمن في وقف الإبادة الجماعية وكسر الحصار وفتح ممر آمن لدخول المساعدات القادمة من سفن الشحن.
وأكد في السياق ذاته وصول 17 سفينة قادمة من برشلونة لحقتها 5 سفن أخرى، وما يقارب 20 سفينة لأسطول الصمود المغاربي، و20 سفينة مثلها بين إيطاليا واليونان، موضحا أن السفن المرافقة للأسطول ليست سفن شحن ولا يمكن أن تحمل الكثير من المساعدات.
ويُمثِّل طبيب العظام محمد أمين بالنور، المتطوع سابقا في غزة، أحد أبرز وجوه العمل التطوعي والمساهمين الفاعلين في أسطول الصمود المغاربي، والمسؤول المباشر عن جمع التبرعات فيه، خاصة فيما يتعلق بالأدوية والتجهيزات الطبية ومستلزماتها.
وقال بالنور قبيل ساعات من الموعد المحدد لانطلاق الرحلة، إن الاستعدادات على أشدها خاصة تلك المتعلقة بسلامة المشاركين ضمن أسطول الصمود المغاربي وقائمة من التحقوا في تونس من العالم.
وأضاف أن التونسيين تنافسوا لتقديم التبرعات منذ الإعلان عن ذلك، وشملت المُكمِّلات الغذائية وحليب الأطفال وبعض المواد الغذائية خاصة القمح.
وذكر بالنور أن الوفد الجزائري المشارك تبرَّع بشاحنات محملة بمواد غذائية وطبية أيضا، مؤكدا أن جمع التبرعات بتونس -خاصة المالية- أشرف عليها محاسب مختص حتى تتم العملية بكل مصداقية وشفافية.
وتابع أن الأموال المرصودة من تبرعات التونسيين خصصت في جانب هام لشراء سفن إضافية حتى يضمن المشرفون أكبر عدد من المشتركين في أسطول الصمود.
وأضاف الطبيب أن ما تبقى من تلك الأموال ستوجه إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة مثلما تم التعهد بذلك قبل انطلاق جمع التبرعات المالية.
ولفت إلى توقف جمع التبرعات بكل أشكالها بما فيها العينية والنقدية منذ 5 أيام، كما جدَّد التأكيد على أن حملة التبرعات المالية كانت هامة جدا، وتمت تحت رقابة الجهات المختصة، موضحا أنها مبالغ ترتقي للحدث الكبير، ودعا لكسر الحصار وعدم التراجع.
من جهته قال المتحدث باسم أسطول الصمود المغاربي نبيل الشنوفي -للجزيرة نت- إنه جرى التنسيق المسبق مع الجهات في غزة من أجل حمل ما يحتاجونه من مساعدات طبية وغير طبية ذات أولوية.
وأعرب عن إعجابه بالإقبال المتزايد من التونسيين على حملة التبرعات، وتخصيص جانب من التبرعات المالية من أجل شراء سفن للأسطول. وكانت اللجنة المنظمة للأسطول المغاربي قد أعلنت رسميا وقف التبرعات بجميع أنواعها.
ويسعى منظمو أكبر أسطول داعم للقضية الفلسطينية من 44 دولة وألف مشارك، لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يشهد حصارا تاما وإغلاقا لجميع المعابر والممرات من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي -في بيان مشترك، لأول مرة- تفشي المجاعة في قطاع غزة، كما أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرا أكد فيه انتشار سوء التغذية وتفشي المجاعة.
التفاصيل بعد قليل..
عاجل | مصدر دبلوماسي للجزيرة: الجزائر العضو العربي في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع للمجلس بطلب من قطر
التفاصيل بعد قليل..
أدانت طهران بشدة قصف إسرائيل للدوحة ووصفته بانتهاك صارخ للسيادة والقانون الدولي، معتبرة أنه تم بضوء أخضر أميركي ويشكل سابقة خطيرة تهدد أمن الخليج وتوسع رقعة النزاع الإقليمي.
طهران- تجمع الأوساط السياسية بطهران على أن الهجوم الإسرائيلي -الذي تعرضت له الدوحة اليوم (أمس) الثلاثاء- مثل اختراقا للسيادة القطرية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويبرز من جديد المباركة الأميركية للاغتيالات الإسرائيلية بحق القيادات السياسية والعسكرية المناهضة للاحتلال بالشرق الأوسط.
ولم تتردد الخارجية الإيرانية في اعتبار أن "العدوان الصهيوني على قطر خطير للغاية ويشكل انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة" مضيفة أن "هذا الإجراء الذي اتخذه الكیان الصهيوني هو استمرار للجرائم التي ارتكبها من قبل، منتهكا جميع الأعراف والقواعد الدولية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي -في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية- إن "هذه القضية يجب أن تجعل دول المنطقة والمجتمع الدولي بأكمله أكثر يقظة من أي وقت مضى".
وأضاف أنه يجب أن تكون "بمثابة تحذير بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار تقاعس المجتمع الدولي وعدم اكتراثه تجاه الاعتداءات وانتهاكات القانون التي يرتكبها الکیان الصهيوني في فلسطين المحتلة ومنطقة غرب آسيا".
ومن ناحيته، أدان رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي "اعتداء الكیان الصهیوني على قطر وقادة حرکة حماس" وقال إن "هذه الجريمة تعد نموذجا على استهتار الصهاينة بالقانون الدولي والقيم الإنسانية، وإنهم يرتكبون أسوأ الجرائم تحت ذريعة كاذبة وهي الدفاع عن حقوق الإنسان".
وفي كلمة له أمام المؤتمر الدولي الرابع لوحدة القوميات والأديان والمذاهب تحت عنوان "وحدة الأديان، اقتدار إيران" قال إيجئي إنه "لو كان الأنبياء هنا اليوم لما صمتوا أمام القتل والإبادة الجماعية التي يمارسها الکیان الصهيوني، ولثاروا حتما ضد القتل والإبادة الجماعية والظلم والوحشية التي يمارسها الکیان الصهيوني، والتي تنفذ بدعم من نظام الهیمنة بقيادة أميركا".
يرى مراقبون في طهران أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد أعطى فعلا الضوء الأخضر لاستهداف قيادات حماس، بعد محاولته وفريقه الأمني في الأسابيع الأخيرة إجبار الحركة على قبول وقف إطلاق النار الذي تريده إسرائيل، وأن أحد أهداف الهجوم على اجتماع وفدها المفاوض في الدوحة هو زيادة الضغط عليها للقبول بالمطالب الأميركية والإسرائيلية.
وفي غضون ذلك، يصف عباس مقتدائي خوراسكاني (نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني) الهجوم على اجتماع وفد حركة حماس بالدوحة بأنه "جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل الإرهابي لكيان الاحتلال وإرهابه الحكومي".
وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد النائب الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يشكل عدة انتهاكات خطيرة، أبرزها "انتهاك سيادة دولة مستقلة، وانتهاك جميع القوانين والاتفاقيات الأممية، ومنها حماية الدبلوماسيين، ذلك لأن المبنى المستهدف كان مقرا للتمثيل السياسي لحركة حماس، وهو ما يحظى بحماية خاصة وفق الاتفاقيات الدولية".
وبرأيه، فإن الهجمات على قطر "تعكس استمرار سياسة المعايير المزدوجة للغرب، حيث يُقاس ما يحدث في الدول المستقلة والإسلامية بمقاييس تختلف كليا عن تلك المطبقة في دولهم" مضيفا أن الهجوم على اجتماع وفد حركة حماس بالدوحة "يؤكد سيناريو متكررا تقوم فيه واشنطن بتقديم نفسها كوسيط، ثم تتعرض الأطراف المستهدفة للاستهداف أثناء المفاوضات".
وخلص خوراسكاني إلى أن هذه الممارسات التي تقودها الولايات المتحدة "لا تمثل إلا ابتعادا خطيرا عن قيم الحضارة" وتشير إلى "تنامي نشاط الشيطان الأكبر في العالم المعاصر، حيث أصبحت السياسة الأميركية تتبنى بشكل صارخ أساليب تقوض أبسط مبادئ السيادة والاستقلال".
من جهة أخرى، تركز شريحة من الإيرانيين على أنه بعد الهجمات الإسرائيلية المحدودة على المنشآت النفطية الإيرانية -خلال حرب يونيو/حزيران الماضي- فإن الهجوم على الدوحة هو الثاني والأكبر في المياه الخليجية، في مؤشر على اتساع الجغرافيا الحربية لإسرائيل في المنطقة الخليجية.
ومن جانبه، يعتقد الباحث المختص في النزاعات الإقليمية مصطفى نجفي أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يشكل "سابقة خطيرة في سياسة الكيان الصهيوني التوسعية، حيث يمثل أول اعتداء مباشر على أراضي دولة خليجية منذ تأسيس الكيان المحتل، في تحد صارخ لكل المواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية".
وفي منشور على منصة "إكس" كتب نجفي أن "هذا التصعيد يكشف عن تحول جوهري في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تجاوزت كل الحدود الجغرافية والسياسية التقليدية، لتبعث رسالة واضحة بأنه لا حصانة لأي أراض في المنطقة أمام آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركيا".
ووفق الباحث الإيراني، فإن "هذا الهجوم لم يكن عملا منفردا، بل جاء في إطار تنسيق عملياتي كامل مع الإدارة الأميركية، في محاولة لإعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية لصالح المشروع الصهيوني على حساب استقرار المنطقة وسيادة دولها".
وبرأيه "يضع هذا العدوان الدول الخليجية أمام اختبار حقيقي، حيث كسرت إسرائيل حاجز السيادة الخليجية للمرة الأولى، مما يستدعي وقفة جادة لمراجعة التحالفات والمواقف من السياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة" وفق نجفي.
ويختم منشوره، بالإشارة إلى أن "هذه التطورات تمثل جزءا من مشروع أكبر يهدف إلى تفكيك البنى الأمنية والسياسية القائمة في المنطقة، وإحلال نظام إقليمي جديد يكرس الهيمنة الإسرائيلية ويقوض مقومات السيادة الوطنية للدول العربية".
ويذكر أن الهجوم علی الدوحة هذا يأتي ضمن سياسة الاغتيال الجماعي التي يبدو أنها تحولت إلى تكتيك ثابت للاحتلال الإسرائيلي، بعد أن جربتها بالهجوم على اجتماع قيادة وحدة الرضوان لحزب الله اللبناني العام الماضي، وتصاعدت باستهداف اجتماع المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني قبل شهرين، ثم استمرت لتشمل اجتماع حكومة صنعاء التابعة للحوثيين في أغسطس/آب الماضي.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الهجوم على دولة قرار كان قرارا اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرض قطر مجددا.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الهجوم على دولة قرار كان قرارا اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرض قطر مجددا.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب إنه تحدث إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزرائها ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وأكد لهما ذلك.
وأضاف الرئيس الأميركي أن الهجوم الأحادي على قطر لا يحقق مصالح اسرائيل ولا الولايات المتحدة، وأنه يشعر بحزن شديد بسبب القرار الذي اتخذه نتنياهو بهذا الشأن.
وقال ترامب إنه شكر أمير قطر ورئيس وزرائها على دعمهـما وصداقتهما للولايات المتحدة مؤكدا أن قطر تعمل بجد وشجاعة وتخاطر مع الجانب الأميركي للتوسط في السلام.